حياٌة أدبًا خواطرُ في الفِعْل-ناجي نعمان /لبنان
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
حياة أدبا

حياٌة أدبًا
خواطرُ في الفِعْل

صَفاء
أنْ تَمُرَّ على البَسيطَة مُجَرَّد رَقمٍ، عَناء؛
أو تَطْمَحَ في الفانِيَة إلى خُلودٍ، هُراء؛
وأمَّا أنْ تَسْعى في البَسيطَة الفانِيَة جُهْدَكَ،
فتُطْعِمَ جائِعًا، أو تُبَلْسِمَ جَريحًا، أو تَنْصُرَ ظَليمًا،
فصَفاءٌ، وأيَّما صَفاء!

ثَلاثة
ثَلاثَةٌ للسَّعادَة في هذه الفانِيَة:
صِحَّةٌ، وبُحبوحَةٌ، وفِكْرٌ لا إلى انْشِغال؛
وثَلاثَةٌ للهَناء:
جُهْدٌ، وبَذْلٌ، وذِهنٌ إلى صَفاء

خَير
أنْ تَفْعَلَ الخَيْرَ خَوفًا من نارٍ، جَبانَةٌ،
أو طَمَعًا في جَنَّةٍ، جَشَع؛
وأمَّا أنْ تَفْعَلَه لإنسانيَّةٍ، فشَجاعةٌ وعَطاء

مَجَّانيَّة
ما مِن عَمَلِ إنسانيٍّ مَجَّانيّ،
حتَّى العَمَلُ النَّاتِجُ من الصِّفاتِ الحَسَنَة،
كالعَطاءِ والتَّضْحِيَة، وغَيرِهما،
فصاحِبُه يَكْسِبُ، من خِلالِه، راحَةَ بال،
أو يُحَقِّقُ، به، ذاتَه

عَدوى
ألمجَّانيَّةُ، هي الأخرى،
تُعدي

كَينونَة
عبدَ الأمس، وسيِّدَ اليوم،
كُنْ إنسانَ الغد

قَرار
حرًّا يولدُ المَرءُ، وحرًّا عليه أنْ يعيش،
وإلى أقصى الحدود؛
وله، بالحرِّيَّة وَحدَها، وبقراره وَحدَه،
أنْ يعودُ عَبدًا

مُمَيَّز
ألعاديُّ سَيِّدُ ما وَصَل،
وعَبدُ ما لَم يَصِل؛
والمُمََيَّزُ عبدُ ما وَصَل،
وسَيِّدُ ما لم يَصِل

منكَ وإليك
سيفٌ، سَيَّاف، قانونٌ، إله،
إنَّما العدالةُ منكَ وإليك، أيُّها الإنسان

إِفْتَحْ
يَدٌ لك، وحَنان، وَليدًا، وراحِلا
دِرعٌ لك، وإيمان، مُمارِسًا ومُلحِدا
وجهٌ لك، وأمان، أبيضَ، ومُلَوَّنا
هُوِيَّةٌ لك، ولِسان، مواطِنًا ومُهاجِرا

حِضنُك، أرضُكَ أنا، تاريخُك، غَدُك،
فافتَحْ لي قلبَك، وعقلَك،
إِفتَحْهما للأنسَنَة!

مُغَفَّلون
القانونُ لا يَحمي المُغَفَّلين، يَقولون،
فمَن تُراهُ يَحمي إذًا؟

مُعادَلَة
عِلمٌ بلا رَحمَة = عُنف
رَحمَةٌ بلا عِلم = ضَعف
عِلمٌ ورَحمَة = قوَّةٌ وأنسَنَة

مُعادَلَة أخرى
ألأملُ الحياةُ، الرَّاحةُ المَوْت؛
ألعطاءُ السَّعادةُ، الأخذُ الشَّقاء؛
ألاطِّلاعُ الثَّقافةُ، الانغِلاقُ الجَهل؛
ألشَّهادةُ الغَيريَّةُ، الجُبْنُ الأنانيَّة؛
ألعملُ الجَمعُ، النَّميمَةُ التَّفرقة

مِسكين
مِسكينٌ مَن - في عالَمٍ مُتَخَلِّف - يَسعى لأنسَنَة،
مِسكينٌ أنا

خافِق
إلاَّ أنتَ، يا خافِقُ، ما أضعَفَني،
إلاَّ أنتَ، يا رَقيقُ، ما حَنَّنَني،
إلاَّ أنتَ، يا مُحِبُّ، ما أَحياني؛
وهَل بِغَير قلبٍ تَقومُ أنسَنَةٌ، ويَبقى إنسان؟

عِظَة
لو قُدِّرَ لي أنْ أَعِظَ عندَ نَعشي، لقُلتُ:
مُحاوِلَ حُبٍّ، وغَيريَّةٍ، وعَطاء،
مَشروعَ إنسانٍ، إنسانٍ، إنسانٍ، كان!



  من "الرَّسائل" - من الرِّسالة السَّادسة
©الحقوق محفوظة - دار نعمان للثقافة
  ناجي نعمان /لبنان (2010-02-24)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

حياٌة أدبًا
خواطرُ في الفِعْل-ناجي نعمان /لبنان

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia